العصفورة الذكية(86)..العجز الحكومي بين نهر النيل ونهر التحرير. كتب/حسن الوريث

حسن الوريث
4/1/2023
.. 
جاءت صديقتنا العصفورة بعد أن توقفت الأمطار التي هطلت اليوم على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات وفور وصولها إلينا سألها الاصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة عن سبب مخاطرتها في هذه الأجواء؟ فكان ردها عليهم بأن ما حدث اليوم في ميدان التحرير جعلها تغامر وتخاطر من أجل ابلاغنا وأيضا إيصال رسالتنا إلى من يهمه الأمر .
قالت صديقتنا العصفورة.. اولا جمعة مباركة عليكم جمبعا ماعدا رئيس واعضاء لجنة معالجة أضرار السيول .. وساخبركم لماذا حضرت وخاطرت فاليوم تحول ميدان التحرير إلى بحيرة وتضررت معظم المحلات والسيارات .. قلت لها انا والأصدقاء الصغار.. هذه المشكلة تتكرر دوما عند هطول الأمطار ولم تجد لها الجهات المختصة اي حلول بل إنها تزداد وتتوسع كثيرا وقد تحدثنا كثيرا عن هذا الموضوع ولكن فعلا لا حياة لمن تنادي .
قالت صديقتنا العصفورة.. فعلا أيها الاصدقاء الاعزاء فكم أشبعنا الموضوع حديثا وضربا وقلنا أن مجاري سيول الأمطار مسدودة وتحتاج الى فتحها ومنع الناس من رمي القمامات والمخلفات فيها وعمل معالجات حتى لا تتكرر المشكلة ولكن فعلا كأننا نحرث في بحر. 
قلنا لها ياصديقتنا العصفورة انها ماساة فوق ماساة ما يحدث فاجهزتنا الحكومية المختصة تغط في نوم عميق ولا نشاهدها إلا في نشرات الأخبار والمواقع الإلكترونية ولا يوجد لها اي أثر وخاصة تلك التي تسمي نفسها اللجنة العليا لمواجهة أضرار السيول فهي تعقد اجتماعات وتستلم بدل جلسات فقط وتصدر نصريحات إعلامية عن نشاط وهمي وقرارات على الورق اما في الواقع فلا شيء اطلاقا وقد ظهر عجزهم من اول نقطة رغم أن الأمطار اليوم لم تكن بتلك الغزارة والا لكانت الكارثة أكبر سواء في ميدان التحرير أو في الانفاق والشوارع الأخرى .
قالت صديقتنا العصفورة.. كلامكم صحيح يا اصدقائي ولو أن هذه اللجنة تركت الإجتماعات التلفزيونية وتحركت على الواقع لتغير الكثير من واقعنا ؟ ولو أن هذه اللجنة والمسئولين انطلقوا من واقع مسئوليتهم وابتعدوا عن المظاهر الخادعة والكاذبة وأولئك المطبلين من أصحاب المواقع الفنكوشية الذين يستلمون ثمن تطبيلهم وخداعهم باخبار كاذبة عن إنجازات هذه اللجنة وغيرها لكنا الان في وضع أفضل ولتغلبنا على كثير من المشاكل والصعوبات ؟ ولو أنهم نظروا للعمل دون الظهور لاصبحنا في وضع أفضل؟.
انا والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة وصديقتنا العصفورة نامل ان تصل رسالتنا إلى من يهمه الأمر سريعا وعاجلا لوضع حلول حقيقية ومعالجات لمواجهة أضرار السيول سواء في العاصمة صنعاء أو في مختلف المحافظات وان يكون ماحصل اليوم درسا نستفيد منه وحتى لاتتحول شوارعنا إلى أنهار من السيول الناتجة عن الأمطار وتسبب كوارث وخسائر في الارواح والممتلكات ستتحملون وزرها ياحكومتنا من رئيس الدولة والحكومة ولجنة السيول الوهمية إلى اصغر مسئول .. فهل وصلت الرسالة ام أن الأمر سيبقى كما هو ويتحول ميدان التحرير وشوارعنا كلها إلى نهر ولكن من سيول الأمطار وليس كنهر النيل ويبقى العجز الحكومي هو السائد ؟.. ونقول جمعة مباركة وشهر مبارك على الجميع ماعدا لجنة السيول وكل من ينقل اخبار كاذبة عن إنجازات وهمية لهذه اللجنة ولغيرها من الأجهزة الحكومية الفاشلة.