الإمام علي عليه السلام : سخط الخاصة يغتفر مع رضى العامة

حسام باشا
7/8/2023


بقلم/ حسام باشا 

من الحكم البليغة التي وردت في وصية الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر عندما أوصاه بالحكم هي قوله: "سخط الخاصة يغتفر مع رضى العامة".

هذه الحكمة تدل على أن الحاكم يجب أن يرضي العامة من شعبه، وأن لا يبالي بسخط الخاصة والأقلية من المقربين والأصحاب، فإن رضى العامة يغطي على سخط الخاصة، ويجعله غير مؤثر، ولكن سخط العامة يفسد رضى الخاصة، ويجعله غير مفيد. فالحاكم يجب أن يتوسط في الحق، وأن يعمل بالعدل، وأن يجمع لرضى الرعية، فإن في ذلك خيره وسلامته.

كما تبين حكمة الإمام علي عليه السلام وعدالته ورحمته بالناس، وتوجيهه للحاكم بأن يكون متواضعا ومنصفا ومراعيا للمصالح العامة، وأن لا يكون متجبرا وظالما ومتبعا للمصالح الخاصة، فإن ذلك يفسد البلاد ويثير الفتنة ويضر بالدين. 

وتأتي هذه الحكمة لتدل على معرفة الإمام علي عليه السلام بحال الناس ومشاكلهم وحاجاتهم، وترشيده للحاكم بأن يكون قريبا منهم ومحبا لهم ومساعدا لهم، وأن لا يكون بعيدا عنهم ومبغضا لهم ومضرا بهم، وأنه يجب أن يكون متزنا ومعتدلا ومتقيا، وأن يتبع الحق والعدل، وأن يجمع لرضى الله تعالى ورسوله والمؤمنين، وأن لا يتبع هوى المقربين من خاصته، وأن لا يجحف برضى الله تعالى ورسوله والمؤمنين. فإن ذلك يوصله إلى الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، ويجلب له القبول والثقة والولاء.

إن هذه الحكمة من الحكم الدائمة والشاملة، وتنطبق على كل زمان ومكان، وتشير إلى أن الإمام علي عليه السلام كان يريد للأمة الإسلامية أن تكون متحدة وقوية وعزيزة، وأن لا تكون متفرقة وضعيفة وذليلة في مواجهة المؤامرات والتحديات التي تستهدف وجودها. 

اخيرا، لابد لنا كأنصار لله ولرسوله وللإمام علي عليه السلام أن نعرف قيمة هذا الإمام العظيم الذي أمرنا الله بتوليه، وأن نعظم شأنه باتباع أوامره وحكمه والاقتداء بأخلاقه وسيرته، فهو خير من يقودنا إلى رضوان الله تعالى.