براغيث الإعلام المجتمعي ...ومخاطر العبث بالوعي

أصيل ناجي
9/19/2023
براغيث الإعلام المجتمعي ...ومخاطر العبث بالوعي



 في ظل ما تشهده الساحة الإعلامية اليمنية من مهاترات ومراشقات وحملات تبادل الإتهامات بالعمالة والتحريض بين شركاء العمل السياسي، وما جاءت به قناة اللحظة موخراً من حملة إعلامية مسعورة تستهدف من خلالها تشويه سمعة و إلاساءة والقذف لشريحة واسعة من أبناء المجتمع اليمني المتمثلة بأبناء محافظة تعز، التي تكاد تمثل ربع سكان الجمهورية اليمنية، هو ما يمكن إعتباره بالأمر الأكثر خطورة  ويندرج في ضمن تلك السياقات والخطابات الإعلامية التي كان لها الدور الأساسي في نشوء الأزمة اليمنية الحالية التي نعيشها، تلك الأزمة التي صنعها التعصب والتطرف الفكري بكل أشكاله وأنواعه، وما يمثلانه كونهما يعدا من أكثر القضايا التى تشكل تهديداً خطيراً على السلم المجتمعي وتظل المصدر الأساسي لتفكك المجتمعات وتمزيق النسيج الاجتماعي، والمنبع الرئيسي للعنف والإرهاب وتكريس آليات التخلف عبر التاريخ.
 ما نعتبره حداً يمس السلم المجتمعي في تلك ظل الأوضاع التي تمر به البلاد من حروب وحصار وجوع  لايمكننا النظر إليه وإعتباره كمجرد حدث عادي وعابر على الشارع اليمني، بل صاعقة أعادت إلى الذاكرة الكثير ملامح نشوء ذلك الصراع القائم من منذو عدة سنوات، فضلاً عن إشعال مخاوف عديدة عن مصيراً غامضاً تنتظره البلاد، التي لا تحتاج لمزيد من توسيع ذلك الشرخ وتفيكك النسيج الإجتماعي أكثر من ما هو مفكك، ووجود مثل تلك المعارك الجانبية التي لا تخدم  سوى جماعات التطرف والتعصب الديني؛ في الوقت الذي يجب علينا فيه التركيز على قضايا أكثر مصيرية ومهمة يفترض أن نسخر لها كل قدراتنا المادية والمعنوية كي نخرج بالوطن والشعب إلى سلام طال إنتظاره، وتجنب إمكانيات نشوب صراعات وخلافات وإنشقاقات لا حصر لها.
وإن ما يدب على ألسنة البذاءة المحسوبين كإعلاميين على حكومة صنعاء لا يعمل الإ على بث روح الكراهية والتحريض ضمن هجوم إعلامي مسيئ وموجه بخبث لشق نسيج المجتمع اليمني.

عمدت من خلاله الآلة الإعلامية التابعة لقناة اللحظة إنتهاج سياسه جديده في الهجوم المكثف والموجه بدقة لتشويه صورة مدينة تعز، وذلك عبر عديد أبواق تستخدم عناوين مختلفة تمس الإعتبار والكرامة الإنسانية والسمعة لأبناء محافظة تعز.
وذلك من خلال ما أثاره مؤخراً المهرج عابد المهذري ردود فعل غاضبة واسعة النطاق في أوساط أبناء تعز مثقفين وسياسيين وعامة، والتي اعتبرته تحريضا على الكراهية وشق النسيج الإجتماعي لأبناء اليمن الواحد.

وهو ما يمكننا إعتباره ليس إلا كمجرد نوع من السقوط والإنحلال الأخلاقي في مستوى الخطاب الإعلامي لقناة اللحظة، ووصفه الذي لا يرقى من كونة عملاً تسويقاً وترويجياً لجماعات إرهابية متطرفة تسعى من خلال أفكارها ببث سمومها ونشر ثقافات العنف والكراهية بين أبناء المجتمع اليمني الواحد في خطاب عبثي غير مسؤل يهمش قضايا الوطن ويسلب الوعي، ويظهر مدى التطابق بين تلك الجماعات والآله الإعلامية التي لا تكاد تختلف مع تلك الجماعات في نشر سموها، فهيا تشبها بعضها في طاقة العنف العالية تستخدمها للتعامل مع الأحداث التي يستقي منها كلاهما في إصدار مواقفه،ولن ينعم الوطن بالأمن والإستقرار إلا بتجفيف تلك المستقنات أولئك البعوض.
أصيل ناجي
18/ 9/ 2023 م