..الإستعداد للمعركة الكبرى.. كتب/خالد العراسي

خالد العراسي
1/17/2024

التغييرات الجذرية والتصحيح الداخلي مهم جدا في إطار مواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني، وهو بمثابة إعداد العدة.

أيضاً ملف المفاوضات تأخّر، حتى بعد أن تم تداول أنباء عن اتفاق وشيك، وأن التوقيع عليه سيكون مع بداية العام الجاري 2024 بالتوازي مع إعلان حكومة الكفاءات.

الاستعدادات للانتقال إلى مرحلة المواجهة مع رأس الشر لا تقتصر على الجانب العسكري، إذ إن حسم المفاوضات وإنجاز المرحلة الأولى من التغييرات الجذرية والبدء بالمرحلة الثانية يعتبر حالياً من الأولويات والمقتضيات وضمن التهيئة لما نحن فيه حاليا وللقادم.

العدوان متعدد الأوجه والأشكال، وليس عسكرياً فقط، ومواجهته يجب تكون متعددة في المسارات نفسها، فمثلا:

• العدو يفاقم حربه الاقتصادية ويستخدم نتائجها المتمثلة في تردي الأوضاع والحالة المعيشية لإثارة السخط المجتمعي، فما الذي تم في إطار تحسين الوضع المعيشي والخدمي بحسب الامكانات المتاحة؟!

الذي حدث، غالباً، هو تماماً عكس ما ينبغي، والتفاصيل كثيرة وهي مرتبة وممنهجة.

• العدو يسعى لإفشال المرحلة إدارياً، وهذا يسير بوتيرة عالية من خلال إفراغ المؤسسات من الكفاءات، بالتهميش أو الإقصاء. كثير من الشرفاء والمخلصين والكفاءات والوطنيين في بيوتهم بدون عمل أو في أعمال هامشية.

وفي المقابل يتم تمكين الفاسدين والفاشلين من مناصب وأعمال هامة، ومن ثبت فساده وفشله المتعمد يوكل إليه مهمة أخرى، وأحياناً أربع إلى ست مهام، وهناك من لديه عشر مهام دائمة، بالإضافة إلى مهام مؤقتة ضمن لجان، وهو غير مؤهل علمياً ولا عملياً حتى لمهمة واحدة.

من الواضح أن محاربة الفاعلين وتمكين «المزريين» إجراءات متعمدة للوصول إلى الفشل كنتيجة حتمية مرسومة ومحددة مسبقاً. وبالمناسبة نحن لا نفتقر إلى الحلول والمعالجات بقدر افتقارنا لمن ينفذها.

عسكرياً: تسير العجلة إلى الأمام، بفضل الله عز وجل ثم بفضل السيد القائد ومن معه من المخلصين في الجانب العسكري والجهادي، بينما العجلة الإدارية في أغلب مؤسسات الدولة جامدة وساكنة في مواضع، بل وتسير إلى الخلف في مواضع أخرى.

أعتقد أن هناك فِرَقاً ومجاميع تعمل في أطر متعددة: فريق المفاوضات، فريق التصحيح، فريق الجانب العسكري... وبالتالي العدوان الذي نتعرض له اليوم يجب أن يكون حافزاً وعاملاً محركاً ومسرعاً في الإطارين التفاوضي والتصحيحي، ولا يجب بأي شكل من الأشكال إعادة نغمة «احنا في عدوان» إلى الواجهة. الاختلالات الداخلية خدمت العدوان السابق وستخدُم العدوان الحالي والقادم بأشكال وطرق تأثيرها ومآلاتها أكبر وأوسع مما سبق، فحجم الضربات المتوقعة تقاس بحجم العدو.
اعملوا بما يحقق الحماية والبناء في آن واحد.
والله الموفق والمستعان.

نقلا عن / صحيفة (لا) .