الوزف والفسيخ .. منطلقا لاعادة ترميم الهوية الثقافية والايمانية !! كتب/ فضل النهاري

فضل النهاري

3/5/2024

 

قبل مدة   انتقد البعض وسخر البعض الاخر على مواقع التواصل الاجتماعي من ظاهرة أكل الفسيخ في المجتمع المصري (الفسيخ سمك نييء مملح ومحفوظ بطريقة تقليدية تؤدي لتفعن اللحم وانتشار البكتيريا فيه ) مادفع العشرات لاسيما من ربات البيوت المصريات لتقديم محتوى مضاد يتغزل بالفسيخ وطرق اكله واستخدامه والاشادة بطعمه ورائحته التي قال المناوئون بانها مقززة جدا واقرب الى رائحة الجثث المتحللة .. المهم ان الموضوع استفز مشاعر عشاق الفسيخ من حيث كونه وجبة لذيذة وجزء من الهوية الوطنية للشعب المصري .. الحملة المضادة كانت شرسة وقضية كرامة مدفوعة بحماس لايمتلكه اكبر عشاق ( الوزف ) في اليمن رغم الفارق الكبير بين الوزف والفسيخ من حيث الرائحة والطعم والفائدة الصحية - إن وجدت طبعا - وعلى الرغم من اني لم آكل الوزف طيلة حياتي لكني عموما افضل - ودرءا للفتنة -   النظر للموضوع من باب ( للناس فيمايعشقون مذاهب)   .. وهذا من ناحية .. ومن ناحية اخرى فان اندهاشي مما اعتبره كثيرون مساسا وازدراءا  للهوية الثقافية والوطنية للشعب المصري وبتعصب لايضاهيه الا تعصب الايطاليين  للمكرونة الاسباجيتي !! هذا الاندهاش قادني لتقرير اهمية ان تنسحب مثل هذه التناولات والمواضيع  الى مواضيع اخرى اكثر اهمية وجدوى وارتباطا بالواقع العربي والاسلامي العام من باب اولى .. على الاقل كنا سنتمكن من تجييش ملايين العرب والمسلمين للدفاع عن قضايا لايختلف اثنان في كونها مصيرية !!

فضل النهاري