نبوءة فناء إسرائيل.. لوحة أثرية ومسلسل أمريكى توقعا مشهد النهاية على يد مصر

277

نبوءة فناء إسرائيل.. لوحة أثرية ومسلسل أمريكى توقعا مشهد النهاية على يد مصر

لنتفق على أن الحضارة المصرية القديمة، تحمل من الأسرار قبل الإبداع، بما أصاب العقول العبقرية، بالشلل وعدم القدرة على فك شفرات ورموز هذه الحضارة وعمادها الهندسة المعمارية.

فظلت الأهرامات ملهمة ومثيرة للإعجاب والإعجاز بما تفشل فيه كل أدوات العصر الحديث فى إعادة رسم بنائه هندسيا، على نفس الصورة وبنفس الطريقة والأدوات، أيضا معبد «أبوسمبل» وتعامد الشمس مرتين فقط طوال العام، وفق تاريخ وتوقيت محددَيْن، ولا تدخله مرة أخرى، وإذا عددنا الشواهد الأثرية والوثائق الأثرية التى لا تعد ولا تحصى، وتحمل أسرارا وكتابات تمثل ألغازا، يحتاج الأمر مئات المراجع!
ومن بين هذه الشواهد لوحة الملك مرنبتاح، ابن الملك الأشهر فى تاريخ مصر القديمة، رمسيس الثانى، وأحد الملوك الذين يُنسب إليهم وجوده إبان نبى الله موسى، عليه السلام - فرعون موسى - بسبب النص المدون على هذه اللوحة الموجودة حاليا فى المتحف المصرى، وتضمن ذكر كلمة «إسرائيل» صراحة لأول مرة فى تاريخ مصر.  

السطر 27 من النص المدوّن على لوحة الملك مرنبتاح ترجمته الآتى: «انقطعت بذرة إسرائيل ويأخذ فرعون باعتباره الزوج الجديد لحورو وحاميها، الأرض كعروس له»، كما وردت أيضا أسماء غزة، عسقلان، ينعم، فى نفس النص.

هذا النص يذكر اسم «إسرائيل» لأول مرة، ورغم أن هناك تشكيكا فى النص، واختلافا فى الترجمات، إلا أن هناك علماء وباحثين فى التاريخ والآثار، يتمتعون بسمعة علمية كبيرة، ترجموا هذا النص واتفقوا على أنه يتضمن كلمة «إسرائيل» لأول مرة فى التاريخ، ونذكر خمسة علماء قيمة وقامة علمية كبيرة، ترجموا النص واتفقوا على ورود اسم إسرائيل.

الأول: عالم الآثار الفرنسى الشهير، فرناند بترى، وترجمته للنص على النحو التالى: «قوم إسرائيل قد أتلفوا، وليست لديهم غلة أو بذر».
الثانى عالم الآثار الشهير، أمريكى الجنسية، جيمس هنرى بريستد، صاحب كتاب «فجر الضمير» قد ترجم هذا الجزء من النص على النحو التالى: «لقد أبيدت إسرائيل واستؤصلت»، وهنا كانت الترجمة واضحة، فى ذكر اسم إسرائيل، وإبادتها.

الثالث: عالم المصريات البريطانى الجنسية، سير آلان جاردنر، صاحب قاموس ترجمة اللغة المصرية القديمة، أكد فى ترجمته الأتى: «إسرائيل أقفرت وليست بها بذرة».

ونأتى للباحثين، الرابع والخامس، فى اللاهوت والدراسات التوراتية، وهما، توماس طمسن، وإنجريد هيلم، واللذان اتفقا على نفس الترجمة التالية: «إسرائيل مدمرّ بذرته لم تعد موجودة».

 هذه الترجمات الخمس لعلماء وباحثين كبار، من أصحاب المقام الرفيع فى البحث والتنقيب للتاريخ والآثار واللاهوت، تؤكد أن كلمة «إسرائيل» وردت فعليا فى النص، مع فكرة الإبادة، وإن اختلف البعض فى شكل سؤال: هل هذا سرد لوقائع تاريخية؟ أم هى نبوءة مستقبلية لفناء إسرائيل والقضاء على بذرتهم؟

هذا السؤال أجاب عنه المسلسل الأمريكى الشهير Watchmen والذى أذيع سنة 2019 أى منذ 6 سنوات، وقد أشار لترجمة النص على لوحة مرنبتاح وتوقع نهاية إسرائيل على يد مصر.

المسلسل أقرب إلى الخيال العلمى مع سرد تاريخى، وانقسم النقاد حوله إلى ثلاثة فرق، الأول يراه أنه يتقاطع مع التاريخ الواقعى، إذا يلجأ إلى سرد مؤامرات كبيرة تحمل مفاجآت شريرة فى محاولة للكشف عن الأسرار والخبايا. 

والفريق الثانى يرى المسلسل استكمالا لفيلم يحمل نفس الاسم، إلا أن عددا من النقاد يرون عكس ذلك، وأن المسلسل يسرد قصصا أخرى مغايرة، لا ترتبط بنفس السياق الدرامى للفيلم، وربما استكمالا له.

بينما الفريق الثالث يرى أن أحداث الفيلم والمسلسل تعود إلى سنة 1985 عندما تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفييتى، وتبدأ قصة الفيلم بمحاولة شخص مجهول قتل أعضاء مجموعة من المراقبين الذين يتضح فيما بعد أنهم مجموعة من الأبطال الخارقين الذين حملوا على عاتقهم تطبيق القانون ومعاقبة المجرمين دون الرجوع لسلطة القضاء ليتم بعد ذلك كشف مؤامرة تحاك فى الخفاء وتحمل فى طياتها مفاجآت كبيرة وشريرة.

وأضاف مؤلف المسلسل فى حبكته الدرامية، أحداثا دارت وقائعها فى مدينة تولسا الأمريكية وتتضمن مواضيع عنصرية وتاريخية معقدة.
عبارة فناء ونهاية إسرائيل التى تضمنها المسلسل، وردت على لسان الفنان الأمريكى «دون جونسون» عندما قال : «دُمرت إسرائيل وأزيلت بذرتها.. إنها النهاية يا صديقى.. النهاية وشيكة.. وذكر مصر فى سياق السيطرة على فلسطين واعتبارها عروسا لها، وهى نفس الترجمة للعبارة الموجودة فى نص لوحة الملك مرنبتاح.

نبوءات قديمة ضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ، ونبوءات حديثة لم تمر عليها 6 سنوات فقط، جميعها تؤكد فناء إسرائيل وتتقاطع مع حلم بنيامين نتانياهو بتحقيق الوعد المزعوم «إسرائيل الكبرى من النيل للفرات»!